الأحد، 24 يناير 2010

الأهداف الإيمانية لمقررات الثقافة الإسلامية


الأهداف الإيمانية لمقررات الثقافة الإسلامية
د. جمعة بن خالد بن عضيب
الأهداف الإيمانية لمقررات الثقافة الإسلامية
في كلية الملك خالد العسكرية
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين.
أما بعدُ:
فهذا بحث بعنوان: الأهداف الإيمانية لمقررات الثقافة الإسلامية، بكلية الملك خالد العسكرية.
وتنبع أهمية هذا البحث من كَوْن الفائدة المرجوَّة ستستفيد منها - بإذن الله - قطاعات تعليمية أخرى؛ لما لمُقررات الثقافة الإسلامية من حَيِّز كبير في سائر المرافق التعليمية الجامعية في المملكة العربية السعودية، وللتَّشابُه الكبير بين مُفردات هذه المادة في مُعْظم المرافق التعليمية المدنية والعسكرية.
لذا رغبتُ في تقديم هذا البحث؛ للمساهمة في إبراز الجوانب المُضيئة والنيِّرة في نظامنا التعليمي، خصوصًا في ظل ما يتعرض له من هجمات مستمرة، ووصفه بأنه نظام تعليمي يروج للأفكار المتشددة.
والمتصفح لهذا البحث يجد أن مناهجنا تعتمد على سماحة الإسلام، وتدعو إلى البناء الروحي والفكري والمادي، في آن واحد.
وهذه المناهج مبنية على أُسُس بعيدة كل البعد عن الأهواء والرغبات، وإنما تحكم بنصوص الشرع المطهر.
ويتكون هذا البحث من مقدمة، وتمهيد، وثلاث مباحث:
المبحث الأول: الأهداف الإيمانية لمقررات الثقافة الإسلامية الجزء الأول، "العقيدة ".
المبحث الثاني: الأهداف الإيمانية لمقررات الثقافة الإسلامية الجزء الثاني، "النظم الإسلامية". المبحث الثالث: الأهداف الإيمانية لمقررات الثقافة الإسلامية الجزء الثالث والجامعيين، "فقه الجهاد، والمذاهب والفرق".
وخاتمة، وفهارس البحث.
هذا وتتكون مُقررات الثقافة الإسلامية، المعتمد تدريسها بكلية الملك خالد العسكرية، من أربع مقرَّرَات:
المقرر الأول: محاضرات في الثقافة الإسلامية، الجزء الأول:
يُدَرَّس هذا الجزء لطُلاب الكلية في المستوى الأول الفصل الأول، ويقع في خمس وسبعين صفحة.
وهو أهمُّ مُقرَّرات الثقافة الإسلامية، التي تهدُف إلى غَرْس الأهداف الإيمانية في نفوس الطلاب؛ لما يَحْوِيهِ مِن مُفْرَداتٍ تَتَّصِل اتصالاً مباشرًا بغَرْس العقيدة الصحيحة.
ومن أبرز موضوعات هذا المقرَّر:
1- تعريف الثقافة الإسلامية[1].
2- الفَرْق بين الثقافة الإسلامية، وغيرها من الثقافات[2].
3- خصائص الثقافة الإسلامية[3].
4- أهمية دِرَاسة الثقافة الإسلامية[4].
5- مصادر الثقافة الإسلامية[5].
6- العقيدة[6].
7- مصدر العقيدة الإسلامية[7].
8- مزايا العقيدة الإسلامية[8].
9- أهمية العقيدة الإسلامية[9].
10- أصول العقيدة الإسلامية[10].
11- التَّصَوُّراتُ الأساسيَّة في الإسلام لِلأُلوهيَّة، والكون، والإنسان[11].
12- الشريعة والفقه[12].
13- أقسام الأحكام الشرعية[13].
14- مصادر الشريعة الإسلامية[14].
15- السُّنَّة[15].
16- مكانة السنة في التشريع[16].
17- أقسام السنة[17].
18- خصائص الشريعة الإسلامية[18].
19- مقارنة بين الشريعة الإلهية، والقوانين الوضعية[19].
المقرر الثاني: محاضرات في الثقافة الإسلامية، الجزء الثاني.
يُدرّس هذا الجزء في المستوى الأول الفصل الثاني، ويقع في 87 صفحة.
المقرر الثالث: محاضرات في الثقافة الإسلامية، الجزء الثالث.
يُدرَّس هذا الجزء لطلاب الكلية في المستوى الثالث الفصل الثاني، ويقع في جزأين:
الجزء الأول: الجهاد في سبيل الله، ويتكوَّنُ مِنْ 76 صفحة.
والجزء الثاني: المذاهب والفِرَق، مُكَون من 55صفحة.
المقرر الرابع: محاضرات في الثقافة الإسلامية، دورة الضباط الجامعيين:
يدرَّس هذا الجزء لطلاب الكلية الجامعيين من مختلف التخصصات، ويقع في 46 صفحة.

التمهيـد
الأهداف الإيمانية لمقررات الثقافة الإسلامية في كلية الملك خالد العسكرية

تظهر الأهدافُ الإيمانيةُ لمُقرَّرات الثقافة الإسلامية، في كلية الملك خالد العسكرية، واضِحَةً جليَّةً في كلِّ مُقرَّر[20]، ونظرًا لطبيعة الكلية التعليمية، المُتمثِّلَة في تخريج ضُبَّاط يَعْمَلون في مختلِف قِطاعات الحَرَس الوطنيِّ؛ فَقَدْ صِيغَتْ تلك المقرَّراتُ؛ لتُلبِّي هذه الحاجة:فقد جاء في مقدِّمة: "مقرَّر الثقافة الإسلامية" الجزء الأول، ما يلي: " فإن للثقافة الإسلامية في مجتمعنا دَوْرًا لا غِنَى عنه؛ فأُمَّتُنا الإسلاميةُ مُسْتَهْدَفة، وهي عُرْضة لتياراتٍ كثيرة مُنْحَرِفةٍ، غايتُها تمزيق الوَحْدة وتشتيت الكلمة، وليس بخافٍ أن قطاعات عريضة من منسوبي هذه الأُمة قد باتت أَحْوَجَ ما تَكُونُ إلى الوقوف على حَقائِقِ دِينِها القويم، بعد أَنْ راجَتْ بَيْنَهَا مُؤَخَّرًا جُملةُ أفْكارٍ ومذاهبَ هَدَّامة.. ومن هُنا كان حجم التَّبِعَةِ المُلْقاة على عاتق المُصلحينَ وقادة الفِكْر الإسلاميِّينَ كبيرًا"[21].
والهدف من تدريس هذه المادة لطُلاب كلية الملك خالد العسكرية "إسهامًا من الحرس الوطنيّ... في تحقيق هذا الغرض الأَسْمَى؛ فقد تَقَرَّر تدريس مادة "الثقافة الإسلامية" على طُلاب كلية الملك خالد العسكرية، فاجتمعت لضباط الغد؛ خَصلتان أو ميزتان: علوم عسكرية مُطوَّرَة، وفِكْر إسلامي مُستنير"[22] .
فالهدف الأول من أهداف تدريس مقرَّرات الثقافة الإسلامية، في كلية الملك خالد العسكرية: تزويدُ الطالب العسكري بفِكْر إسلامي مستنير، وإعدادُ الطالب ليكون ضابطًا في وَحَدَات الحَرَس الوطنيّ؛ يعمل على هُدًى وبصيرةٍ، وَفْقَ نصوص الشريعة، ومُدْركًا للأخطار التي تُهَدِّد أُمَّتَهُ؛ ولتحقيق هذا الهدف السامي، صِيغت مفردات مقرَّرات الثقافة الإسلامية، بحيث يكون لكل موضوع هدفٌ إيماني مُحَدَّدٌ؛ لتُشَكِّلَ في النهاية الهدفَ الرَّئِيس، وتتحقَّق الثمرة المَرْجُوَّة من هذه المُقرَّرات.
المبحث الأول: الأهداف الإيمانية لمُقرَّر الثقافة الإسلامية الجزء الأول: "العقيدة ".
المطلب الأول: الهدف الإيماني من تعريف الثقافة الإسلامية، والفرق بينها وبين الثقافات الأخرى.
قارَنَ المُقَرَّر[23] بين تعريف الثقافة عند الرومان، وفي عصر النهضة الأوربية من جهة، وبين تعريف الثقافة عند الأُمَّة الإسلامية.
فالرومان استعملوا كلمة الثقافة؛ للدَّلالة على العلوم الإنسانية، التي تستقِلُّ بها كل أُمة عن غيرها من الأُمم؛ كما استُعْمِلَتْ للدَّلالة على الفنون غيرِ العملية، وفي عصر النهضة الأوربية أصبح اللفظ يدلُّ على الآداب والفنون[24].
أما دلالة اللَّفْظِ عند الأُمَّة الإسلاميَّة فَيَقُوم على "الركائز الأساسية للثقافة الإسلامية، ومن مُقَوِّماتها الممَيِّزَةِ، وأهدافِها الواضحةِ المحدَّدة"[25].
ومِنْ هُنَا فَهِيَ: "الشَّخْصِيَّة الإسلاميَّة الَّتِي تَقُومُ على عقيدة التوحيد، وعلى تطبيق الشريعة الإسلامية والأخلاق الإيمانية المُسْتقاة من مصادر الإسلام الأساسية؛ وهى الكتاب والسُّنة" [26].
فالهدف الإيمانيُّ من هذا التعريف: غَرْس روح الانتماء في نفوس الطلاب للثقافة الإسلامية، والاعتزاز بالقِيَم السامية للأُمَّة، والتأكيد على أنَّ الثقافة الإسلاميَّة جُزْء من عقيدة المسلم، وستبقى إلى أن تقوم الساعة.
ويَظْهَرُ هذا الهدفُ بِوُضُوح في المقارنة بين الثقافة الإسلامية، وغيرها من الثقافات، والتشديد على أنَّ الثقافة الإسلامية تختلف عن الثقافات الأخرى: "من حيث مصادِرُها ومقوِّماتها وخصائصُها وأهدافُها؛ حيث تعتمد الثقافة الإسلامية على الإسلام؛ الدينِ الكامل الشامل لجميع نواحي الحياة، بِخِلاف الثقافات الأُخْرى التي تعتمد على الفِكْر الفلسفيّ اليونانيّ والقانون الرومانيّ، وعلى النصرانيَّة المُحَرَّفة، أو الفلسفة الوَضْعِيَّة؛ وبهذا تظل الثقافة الإسلامية نقية لا تشوبها شوائب، أو مؤثرات خارجية، وسوف تبقى إلى أن تقوم الساعة؛ لأن الإسلام هو آخِر الأديان، وفي بقائه وخلوده استمرارٌ للثقافة الإسلامية"[27].
المطلب الثاني: الهدف الإيماني من خصائص الثقافة الإسلامية[28].
للثقافة الإسلامية خصائصُ مميِّزَةٌ تَنْفَرِد بها عن سائر الثقافات، وتجعلها ذاتَ شخصية مُستقلِّة، وصفةٍ منفردة، وطبيعة خاصة؛ ومن الصفات التي وردت في المقرَّرات:
1- ربَّانِيَّة المصدر:
فالثقافة الإسلامية تعتمد على الكتاب الكريم، والسُّنَّة والنبوية المُطهَّرَة الصحيحة، وهي محصورة في هذا المصدر، ومِنْ ثَمَّ فهي تتَّسِم بالخُلود، والصدق، والصِّحَّة[29].
2- الثبات: والمُرَاد ثبات المصدر الأول للثقافة الإسلامية، واستقرار الحقائق الإيمانية[30].
3- الشمول والتوازُن:
المُراد بِالشُّمول: أن الثقافة الإسلامية جاءَتْ لجميع شؤون الحياة، ولسعادة الدنيا والآخرة، وأنها شَمِلَتْ في تصوُّراتِها الكون والإنسان والحياة، ونظرت إلى الإنسان باعتباره كُلاًّ لا يَتَجَزَّأُ، ومما يؤكد ذلك أن آياتِ القرآن الكريم ربطت بين الإيمان والعمل، وبين الدنيا والآخرة.
وأما التَّوازُن: فيعني أن الثقافة الإسلامية أقامت توازُنًا رائعًا بين مطالب الدنيا والآخرة[31].
قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [القصص: 77].
4- الإيجابية: المراد بذاك أن الثقافة الإسلامية ثقافة مِعْطَاءة ذاتُ آثارٍ طيِّبةٍ، وهي مصدرٌ لكل خير، فهي تُقدِّم الحلول لكل ما يصادف المسلم من مشكلات[32].
5- العموم والعالمية: تمتاز الثقافة الإسلامية بالعُموم؛ فهي عامَّة لجميع الناس، دون تمييز أو تفريق بينهم؛ فكرامة الإنسان في ظلها بمقدار تقواه الله سبحانه وتعالى، وهي رسالة غير منحصرة في زمان أو مكان، أو خاصة بأُمَّة معينة، وإنما هي لكل الناس[33].
6- الواقعية المثالية: جاءت تعاليم الإسلام؛ لتكون هُدى ورحمة، ومن الرحمة أن تكون ممكِنَةَ التطبيق؛ فهي مثالية واقعية، وليست مثالية خيالية تنأى بالإنسان عن الواقع، وتضع له ما لا يستطيع إدراكه؛ بل إنها مثالية في حدود طاقة الإنسان، قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286].
تبرز الأهداف الإيمانية بوضوح في هذا المبحث، ولعل من أهمها ما يلي:
1- تنبيه الطالب إلى أن الثقافة الإسلامية مُرْتَبِطَة ارتباطًا وثيقًا بالكتاب الكريم، والسُّنة النبوية الشريفة، وبالتالي يشعر بالطمأنينة والسعادة؛ لأن هذه الثقافة قادرة على تحقيق حاجاته، لثِقَتِه بصحة مصدرها، وأنها تُقدِّم أشمل منهج للحياة[34].
2- أنَّ الثقافة الإسلامية، ليست مجرد اجتهادات بشرية، أو تصورات عقلية، تعتريها الأخطاء والنواقص.
3- أنَّ الثقافة الإسلامية، محفوظة من التحريف والتبديل، وإنها ستبقى إلى قيام الساعة، لثباتها.
4- ضَبْط الفِكْر الإنساني فلا يتأرجح مع الشهوات والأهواء[35].
5- إشعار الطالب أن الثقافة الإسلامية، ثقافة إيجابية ومعطاءة، ذات آثار طيبة.
6- عالمية الثقافة الإسلامية، تُلقِي دورًا كبيرًا على أفراد الأمة، للقيام بواجباتهم الإيمانية في شَتَّى أنحاء المعمورة.
7- واقعية الثقافة الإسلامية، ومُوافقتها للفِطْرة الإنسانية، في بيان المسائل الإيمانية الكبرى.
المطلب الثالث: الأهداف الإيمانية لمصادر الثقافة الإسلامية[36]:
تتكون مصادر الثقافة الإسلامية من:
1- القرآن الكريم.
2- السنة النبوية.
3- الفقه الإسلامي.
4- السيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي.
بعد ذِكْر هذه المصادر، رَكَّز المنهج على إبراز دور الثقافة الإسلامية في غَرْس العقيدة الإسلامية الصحيحة[37].
فبدأ بتعريف العقيدة الإسلامية:
ذاكراً أنها:"ما يدين به الإنسان لربه"[38]ومُوضِّحًا أن العقيدة الإسلامية: "مجموعة من الأمور الدينيَّة التي يجب على المسلم أن يصدق بها، وتطمئن إليها نفسه، وتكون يقينًا لا يُمَازِجه فيها شكٌّ، ولا يُخَالِطُهُ رَيْبٌ"[39].
ثُمَّ بَيَّنَ مَصْدَرَ العقيدَةِ الإسلاميَّة، وأنَّها من الأمور التوقيفيَّة التي لا يجوز الاجتهاد فيها، ومصدرها هو القرآن الكريم، والسنة النبويَّة المُطهَّرة[40].
وأضاف إلى ذلك بيان مزايا العقيدة الإسلامية، مبيّنًا أَهَمَّها:
1- أنَّ أُصُولَها سلِمَتْ منَ التحريف.
2- أنها واضحة مُيَسَّرة.
3- أنَّها فِطْرِيَّة.
4- أنها عقيدةٌ ثابِتة.
5- أنها عقيدة مبرهنة.
6- أنَّها عقيدةٌ وَسَط[41].
المطلب الرابع: الأهداف الإيمانية للأُصول التي تقوم عليها العقيدة الإسلامية:
يُعَدّ هذا البحث أهم المباحث التي تظهر أهدافها الإيمانية واضحة جَلِيَّة؛ لكونه يعتمد على إيراد أصول الإيمان الستة.
الأصل الأول: الإيمان بالله تعالى.
الأصل الثاني: الإيمان بالملائكة.
الأصل الثالث: الإيمان بالكُتُب المنزَّلة من الله.
الأصل الرابع: الإيمان برسل الله تعالى عليهم أفضل الصلاة والسلام.
الأصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر.
الأصل السادس: الإيمان بالقَدَر خيرِهِ وشَرِّهِ [42].
فَالأَهْدافُ الإِيمانِيَّة لِهَذِه الأصول غايةٌ في الوضوح؛ بل إنَّ هَذِهِ الأصول هي جِمَاع الأهدافِ الإيمانيَّة كلها.
فَمِنَ الإيمان بالله تعالى والإقرار بوجوده وبوحدانيته، وأُلُوهِيَّتِهِ ورُبُوبِيَّتِهِ وأسمائه وصفاته، وأنَّه متفرِّد بِصِفات الكمال، وأنَّهُ المُستحِقّ وحْدَهُ أن يُفْرَد بالعبادة، ومن آثار الإيمان بالله سبحانه وتعالى:
1- الإيمان بالله والإقرار بوجوده، يؤدي إلى محبته سبحانه والتقرُّب منه.
2- الإيمان بالله سبحانه ينشِئ في الإنسان العِزَّة والتواضع.
3- في الإيمان بالله تعالى ثَباتٌ، واستقرارٌ للنفس على طاعته، وعبادته وحده، والاستقامة على الطاعة تقتضي الصبر.
4- الإيمان بالله يؤدي إلى الثبات والشجاعة والتوكُّل.
5- الإيمان بالله يؤدِّي إلى التَّضْحِيَة بِالنَّفس في سبيله، ونصرة لدينة[43]. وإلى الإيمان بملائكته والإقرار بوجودهم وأنهم عِبَاد الله المُكْرَمون، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، ونؤمن بأن لهم أعمالاً كلفوا بها.
ومن الأهداف الإيمانية للإيمان بالملائكة:
1- الإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان، فلا إيمان دون الإقرار بهذا الرُّكن.
2- العلم بعظمة الله سبحانه وتعالى وقُدْرَتِهِ.
3- شكره تعالى على عنايته بعباده؛ حيث وَكَّلَ بهم مِن هؤلاء الملائكة مَن يَقُوم بِحِفْظهم، وكتابة أعمالهم وغير ذلك.
4- محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوَجْه الأَكْمَل، واستغفارهم للمؤمنين [44].
الأهدافُ الإيمانيَّة للإيمان بالكتب السماوية المنزلة:
1- الإيمان بالكُتُب السماوية أحَدُ أركان الإيمان، فلا إيمان دون الإقرار بهذا الركن.
2- العِلْم برحمة الله سبحانه وتعالى وعنايته بخلقه حيث أنزل لكل قوم كتابًا يَهْدِيهِم.
3- ظهور حِكمة الله تعالى؛ حَيْثُ شَرَعَ في هذه الكُتُب ما يناسب كلَّ أُمَّة، وكان خاتم هذه الكُتُب القرآنَ العظيمَ مناسِبًا لجميع الخَلْق، في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة.
4- شُكْر نِعمة الله تعالى على ذلك[45].
الأهداف الإيمانية للإيمان بالرسل عليهم الصلاة والسلام:
1- الإيمان بالرُّسل عليهم السلام أحد أركان الإيمان؛ فلا إيمان دون الإقرار بهذا الركن.
2- العلم برحمة الله سبحانه وتعالى وعنايته بخَلْقه؛ حيث أرسل إليهم الرُّسُل؛ للهداية والإرشاد.
3- شكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة العظيمة.
4- محبة الرسل، وتوقيرهم، والثناء عليهم بما يليق بهم فهم رسل الله سبحانه وتعالى، وخاصَّةُ عبيدِه، قاموا بعبادة الله، وبلغوا رسالته، ونصحوا لعباده، وصبروا على أذاهم[46].
الأهداف الإيمانية للإيمان باليوم الآخر:
1- الإيمان باليوم الآخر أحد أركان الإيمان، فلا إيمان دون الإقرار بهذا الركن.
2- الحرص على طاعة الله سبحانه وتعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم، والبُعد عن معصية الله تعالى؛ خَوْفًا من عقاب ذلك اليوم، فيراقب المؤمن ربَّه في أقواله وأفعاله؛ لتكون أعماله وأقواله حَسَنَةً حميدة مُوَافِقَة لدين الله.
3- تَسْلِية المؤمن عمَّا يَفُوتُه من نعيم الدنيا، ومتاعِها بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
الأهداف الإيمانية للإيمان بالقَدَر:
1- الإيمان بالقَدَر أحد أركان الإيمان، فلا إيمان دون الإقرار بهذا الركن.
2- الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب؛ لأن السبب والمسبَّبَ كلاهما بقضاء الله وقدره.
3- راحة النفس وطمأنينة القلب؛ لأنه متى علم أن ذلك بقضاء تعالى وأنَّ المكروه كائن لا محالة -: ارتاحت النفس، واطمأن القلب، ورضي بقضاء الله، فلا أحدَ أَطْيَبُ عَيْشًا، وأَرْيَحُ نفسًا، وأقوى طمأنينة، ممن آمن بالقَدَر.
4- طَرْد الإعجاب بالنَّفْس عند حصول المُراد؛ لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قَدَّرَهُ من أسباب الخير والنجاح، فيشكر الله تعالى على ذلك ويَدَع هذه الخصلة.
5- طَرْد القلق والضَّجر عند فوات المراد، أو وقوع المكروه؛ لأن ذلك بقضاء الله وقَدَرِهِ.
المطلب الخامِسُ: الأَهْدافُ الإِيمانيَّة للتصورات الأساسية في الإسلام للألوهية والكون والإنسان[47]:
لا يقف الإسلام في نظرته إلى الوجود عند حدود عالَم الشهادة، والحِسِّ، ونِطاقِ الكون المشاهَد، كما يقف المادِّيُّون، فكان للتصوِّرات التي جاء بها أثرٌ بالغ في توحيد الأُمَّة وسُلوكِها؛ فقد كان العرب قبل الإسلام أُمَّة مُتناحِرة، تَسُودُها عقائِدُ باطِلَةٌ؛ فقضى الإسلام على الشِّرْك وعلى العادات الخبيثة، وعلى الجَهْل، وأَعْطَى النَّاسَ حُقُوقَهُم، وجاء بِتَصَوُّراتٍ تختلِفُ عن غَيْرِها، وَهِيَ تَصَوُّرات شامِلَة, ولا شَكَّ أنَّ معرِفَتَها ضروريَّةٌ لِكُلّ مسلم؛ حتَّى يُدْرِكَ طبيعة هذا الوجودِ وحقائِقَهُ الكُبْرَى، ومن أهم أهدافها الإيمانية:
1- إثبات هذا التصوُّر في وِجْدان الإنسان سيترتَّب عليه آثارٌ كبيرةٌ في تكوين شخصيته، وفي حياتِه كُلِّها، فَسَتَكُونُ حياتُه منسجِمَةً مُتَّسقة لا يدخلها الصراع؛ بسبب الاعتقاد بتعدُّد الآلِهة.
2- الطمأنينة في الحياة؛ لأنه يخضع للإله الحكيم الخبير العليم بما يصلح، أو يضر به.
3- إنَّ هذا التصور هو أتَمُّ تصوُّرٍ للألوهية؛ فقد جاء في أتمِّ معاني الوحدانية، وأبسطِ شَكْلٍ من أشكالها، والإسلام لا يرضى عن أيِّ نوع من أنواع التعدد، فهو دين التوحيد الخالص[48].
4- وجود الكون بأمر من الله ولِحِكمة يَعلَمُها، ولم يوجد مُصادَفةً، أو نتيجةَ تطوُّرات أو تغيُّرات طبيعية، وفيه رد على الإلحاديين.
5- لم يخلق هذا الكون عَبثًا، دون غاية، أو هدف؛ وإنما خلقه الله؛ ليُدَلِّل به على ذاته العَلِيَّة, وليكون مَيْدانًا للنشاط الإنساني يستخدم الإنسان فيه طاقاتِهِ وإمكانياتِهِ ويُسخِّره لِمَنْفَعَتِه، وهذه المنفعة تُؤَدِّي إلى تحقيق عبادة الله وحده وقيام شريعته في المجتمع البشري[49].
6- الإنسان في الإسلام قِمَّةُ الكائنات الحيَّة التي تعيش على الأرض، وهو خليفة الله فيها، قال تعالى: {كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70]. وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:30 ].
7- خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وفيه رَدٌّ على القائلين بنظرية التطوُّر والارتقاء قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4]، والمعنى أن الله خلق الإنسان في أحسن صورة وأعدلها[50].
8- الإنسان في تصوُّر الإسلام خيِّر بطَبْعِهِ وليس شِرِّيرًا، ولم يَرِثِ الخطيئة؛ كما هي دعوى النصارى[51].
9- وقَرَّر الإسلام مَسْؤُولية الإنسان عن نفسه؛ فلا يَحمل الابنُ وِزْر الأب، قال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164].
10- قَرَّرَ الإسلام للإنسان حقوقًا شاملة كاملة على نحوٍ لا نجده في أيِّ دين، أو مذهب[52]
المبحث الثاني: الأهداف الإيمانية لمقرر الثقافة الإسلامية الجزء الثاني "النظم الإسلامية"[53]:
يتكوَّن الجزء الثاني من مقررات الثقافة الإسلامية، بكلية الملك خالد العسكرية، من عِدَّة موضوعات تُكَوِّن في مجموعها جُزْءًا مُهِمًّا منَ النُّظُم الإسلامية، التي تُغَطّي سائِرَ نواحي الحياة، ومِنْ أَهَمّ تِلْكَ النُّظُم ما يلي:
النظام الاجتماعي والأُسَرِيّ[54].
النظام السياسي[55].
النظام القضائي[56].
نظام الحسبة[57].
النظام الاقتصادي الإسلامي[58].
المطلب الأول: الأهداف الإيمانية للنظام الاجتماعي والأُسري:
المجتمع الإسلامي كِيان معنويّ وماديّ، يضم المسلمين الذين رضوا بالإسلام دينًا لهم عن طواعية واختيار منهم.
وهو مجتمع عقيدة، السلطان فيه لله وحده، وأما الحكام فهم منفذون لأوامره، مطبقون لشريعته.
وهو مُجْتَمَعٌ بشرِيٌّ صَنَعَتْهُ شريعةُ الله، وَهَدَفُه إعلاء كلمة الله في الأرض عن طريق ما تميَّز به من خصائِصَ ومُقَوّماتٍ إسلامية، ومن أهم الأهداف الإيمانية ما يلي:
1- أنَّ العَقِيدَةَ الإِسْلاميَّة هِيَ المُقَوِّم الأول للمجتمع الإسلامي، ومِمَّا لا ريب فيه أنَّ المجتمع الذي يتكوَّنُ من أفرادٍ رَسَخَتْ في نُفُوسِهِمْ عقيدةُ الإسلام، لا بد أن يكون مجتمعًا خَيِّرًا.
2- التربية النبوية للمُجْتَمع المسلم قامتْ على أساس العقيدة، فوُجِدَ المجتمع الفاضل، وكُوِّنَتْ أُمة إسلامية دانت لها الدنيا.
3- تكوين الأُسْرة المُسْلِمَة يعتمد على الأُسُسِ الدينية؛ ومِنْ أجل ذلك أكَّد الإسلام على بناء الأسرة القوية، وحَثَّ المسلمين على الزواج، ونهاهُم عن الرَّهْبانيَّة.
4- رفع الإسلام من مكانة المرأة، بعد ما كانت من سَقط المتاع.
5- رتب الأجرَ العظيمَ على رعاية الأسرة والاهتمام بها.
6- بَيَّن لجميع أفراد الأسرة المُسْلِمة ما لهم من حقوق، وما عليهم من واجبات[59].
المطلب الثاني: الأهداف الإيمانية للنظام السياسي في الإسلام[60].
الإسلام ليسدينًا فقط؛ وإنما هو دين ودولة، عقيدة وشريعة، وإيمان وحكم، والسياسة جزء مهم في دين الإسلام،والإسلام كلٌّ لا يتجزأ.
وأهم الأهداف الإيمانية للنظام السياسي في الإسلام ما يلي:
1- أنَّ الحاكمية لله رب العلمين، قال تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام: 57].
2- الطاعة من المحكومين واجب شرعي، في غير معصية قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59].
3- وأَوْجَب الإسلام على الإمام واجبات لابد من القيام بها منها: حماية العقيدة، وحفظ الدين، وإقامة الشرع، والعمل بالشورى، والعدل، والمساواة[61].
المطلب الثالث: الأهداف الإيمانية للنِّظام القضائي في الإسلام[62].
القضاء بين الخُصُوم من ضرورات الاجتماع، به تقود الدولةُ الناسَ تحت حكم الشريعة الإسلامية، والغَرَضُ مِنْهُ تَحْقِيقُ العدالة بَيْنَ المُتَنَازِعِينَ؛ ففيه إنصافٌ للمظلومينَ، ورَدْعٌ للظَّالمين، وحَسْمٌ للنِّزَاع الذي ينشأ بين الناس، ورَدٌّ الحقوق إلى أهلها.
وأَهَمّ الأهداف الإيمانية للنظام القضائي ما يلي:
1- أنَّ القضاء في الإسلام يقوم على أُسُسِ العقيدة الإسلامية الصحيحة، والشريعة المطهَّرة.
2- تحريم كُلِّ ما أُخِذَ بموجب الأحكام من الحقوق ظُلْمًا واحتيالاً.
3- النَّزَاهة المُطْلَقة.
4- التَّسليم والانقياد لما يستقر عليه الحكم.
5- حرّيَّة المتقاضينَ في الدفاع، دون تمييز، أو خوف، أو تعثُّر.
6- السلوك المثالِيُّ لِلْقُضاة خَوْفًا مِنَ اللَّه تعالى وتجنُّبًا لِلزَّجْرِ والعذاب في الآخرة[63].
المطلب الرابع:الأهداف الإيمانية للحِسْبَة في الإسلام[64]:
الحِسْبَةُ في الإسلام هي: أمر بالمعروف إذا ظهر تَرْكُهُ، ونهي عن المنكر إذا ظهر فعلُهُ،
ومن أهم الأهداف الإيمانية للحِسْبة:
1- إنكار المنكرات، وأعظم المنكر الشرك بالله.
2- والأمْرُ بِالمعروف يشمل كل عمل يفعل لله تعالى والمنكر كل ما حرمه الله.
3- والحِسبة سبب من أسباب خيرية هذه الأمة، والنجاة من العذاب[65].
المطلب الخامس: الأهداف الإيمانيَّة لِلنّظام الاقتصادي في الإسلام[66]:
الإسلام دينٌ يُنَظِّم علاقَةَ الفَرْدِ بخالقه؛ كما ينظم علاقات الفرد بالمجتمع، ومن أهم النُّظُم ذاتِ البُعد الإيمانيِّ في تنظيم علاقات المسلم بربه - جل وعلا - ومع غيره من المَخْلُوقين، النظامُ الاقتصاديُّ، ومن أهم الأهداف الإيمانية للنظام الاقتصاديِّ الإسلاميِّ:
1- أن المال لله، وما البشر إلا مُسْتخلَفون في هذا المال.
2- أنه يقوم على أساس العقيدة والشريعة الإسلامية.
3- مُجَارَاة الفِطْرة البشرية في إباحة حق التملُّك الفرديِّ.
4- شرع بعض العبادات المالية؛ كالزكاة والصدقات، والكَفَّارَات.
5- أسقط وجوب بعض العبادات عند عدم القدرة المالية؛ كالحج مَثَلاً.
6- لا ينظر إلى المعاملات المالية على أنَّها معاملاتٌ بين الناس بعضهم مع بعض؛ بل على أنها معاملات يُرَاد بها الأَجْر مِنَ الله.
7- مَنْعُ المُعاملات المُحَرَّمة؛ كالرِّبا، وأثمانِ الخُمور، والمخدِّرات، وسائرِ البُيُوع المُحَرَّمة[67].
المبحث الثالث: الأهداف الإيمانيَّة لمقرَّر الثقافة الإسلامية الجزء الثالث[68] "فقه الجهاد، والمذاهب والفرق":
المطلب الأول: الأهداف الإيمانية لفريضة الجهاد[69]:
الجهاد في سبيل الله من أعظم القُرَب، ومن أهم مقاصد الشريعة الضرورية للحفاظ على العقيدة الإسلامية، وقد شرع الله الجهاد؛ للحِفَاظ على إعلاء كلمة الله، وعلى هذا فليس الجهاد من الأمور التي يَسَعُ المسلمين تركُها؛ ولكنه من قواعد الدين وحَتْمِيَّاتِهِ، وأساس رِفْعَة المُسْلِمينَ وعِزَّتِهم.
ومن أهم الأهداف الإيمانية للجهاد في سبيل الله ما يلي:
1- شُرِعَ الجهاد للحفاظ على العقيدة، ولتكون كلمة الله هي العليا[70].
2- أنه فريضة شرعية.
3- لإخراج الناس من الظلمات إلى النور.
4- لحماية المسلمين من أن يُفْتَنوا في دينهم، أو تُسْتَباحَ حُرُمَاتُهم[71].
5- وليس المقصود من الجهاد إرغامَ الناس، وإجبارَهم على عقيدة الإسلام؛ فالعقيدة ليست محلاًّ للإكراه والإجبار[72]؛ لقوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]
6- إزالة بعض المفاهيم الخاطئة عن الجهاد.
المطلب الثاني: الأهداف الإيمانية لموضوعات الفرق والمذاهب[73]:
يشمل هذا المبحث عدة موضوعات، ومن أهمها:
1- الصِّهْيَوْنِيَّة: حركة سياسة عنصرية متطرِّفة، تَرمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين، تحكم من خلالها العالم كله[74].
2- الماسونيَّة: مُنَظَّمَة يهوديَّة سرّيَّة غامضة مُحْكَمَةُ التنظيم، تهدُف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم، وتدعو إلى الإلحاد والإباحيَّة والفَسَاد[75].
3- التنصير: حركة دينيَّة سياسيَّة استعماريَّة بدأت بالظهور، إِثْرَ فشل الحروب الصليبية؛ بُغْيَةَ نشر النصرانية بين الأمم المختلفة؛ بِهَدَفِ إحكام السيطرة على هذه الشعوب[76].
4- الاستشراق[77]: هو ذلك التيار الفِكْرِي، الذي تَمَثَّل في الدراسات المختلفة عنِ الشرق الإسلاميِّ، التي شَمِلَتْ حضارتَه وأديانَه وآدابَه ولغاتِه وثقافتَه، ولقد أسهم هذا التيار في صياغة التصوُّرات الغربية عن العالم الإسلامي، معبِّرًا عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما[78].
5- التغريب: تيار كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وحضارية، يرمي إلى صبغ حياة الأمم بعامَّة والمسلمين بخاصَّة بالأسلوب الغربي؛ بهدَفِ إِلْغاء شخصيتهم المستقلَّة وخصائصهم المتفردة، وجعلهم أَسْرَ التَّبَعِيَّة الكاملة للحضارة الغربية[79].
6- الرأسمالية: نظام اقتصاديّ ذو فلسفة اجتماعية وسياسية، يقوم على تنمية المِلْكِيَّة الفردية والمُحَافظة عليها، متوسّعًا في مفهوم الحرية[80].
7- العِلْمانية: اللادينية أو الدنيوية، وهي دعوة إلى إقامة الحياة على غير الدين[81].
يهدف تدريس هذه الموضوعات للطلاب إلى ما يلي:
1- تقوية إيمانهم، واعتزازهم بدينهم وبقِيَمِهِمُ الإسلامية السامية.
2- تزويدهم بالعلوم الدينية اللازمة؛ للرد على هذه الأفكار المنحرفة.
3- تحصينهم عَقَدِيًّا وفِكْرِيًّا منَ الانزلاق في مَتَاهات هذه الحركات، ودعواتها المنحرفة والمشبوهة.
4- إِطْلاعهم على انحرافات هذه الفِرَق والحركات، ومن يقف وراءها والأهداف من تبنِّيها.
5- بيان الأساليب والوسائل التي تستخدمها هذه المذاهب والحركات؛ لنشر مبادئها للتَّصدِّي لها.
الخاتـمة:
الثقافة الإسلامية أَحَدُ أَهَمِّ مُرْتَكَزَاتِ الأُمَّة الإسلامية؛ لما فيها من أهداف خَيِّرَةٍ تُسهِم في وعيِ الأُمة ورُقِيِّها، وتساعد على استعادة دورها الرياديّ لقيادة العالم من جديد.
ونستطيع أن نلخص أهم الأهداف التي تسعى الثقافة الإسلامية إلى تحقيقها:
1- إيجاد وعيٍ علميٍّ صحيح بحقيقة الإسلام، وسُمُوِّ مبادئه.
2- المُساهمة في تكوين المسلم القوي الصالح الذي يُعَمِّرُ هذا الكون، مؤمنًا بربه خاضعًا له، عاملاً على تكوين المجتمع الصالح الذي تتكاتَف قُواه كلها لإعلاء كلمة الله، وتطبيق شرعِهِ.
3- تنميةُ روح الولاء للأمة الإسلامية، والإلحاح على مكانتها، وأهمية رسالتها العظيمة للإنسانية.
4- تصحيح الأفكار الخاطئة التي أشاعها خصومُ الإسلام في نِسبة انحطاط المسلمين إلى تَمَسُّكِهِم بالإسلام، وبيان أن العكس صحيح.
5- المحافظة على ذاتية المسلم وهُوِيَّتِهِ، فِكرًا وسلوكًا.
6- تقديم الفِكر الإسلاميِّ الأصيل، وتجربة الأمة الإسلامية الرائدة للعالم بأسره.
7- محاربة الانحلال الثقافيّ والغزو الفكريّ، المتمَثِّل في نَشْر المذاهب الهَدَّامَة، والتصورات الباطلة.
علمًا بأن هذه الأهداف: يكادُ يجمع عليها كل مَن أَلَّفَ، أو بحث في موضوعات الثقافة الإسلامية.
المراجـع:
1- "القرآن الكريم".
2- "محاضرات في الثقافة الإسلامية"، كلية الملك خالد العسكرية، الجزء الأول، الثاني, الثالث، والجامعيين.
3- "نظرات في الثقافة الإسلامية"، تأليف د/ محفوظ علي عزام، دار اللواء للنشر والتوزيع ط1، 1404هـ.
4- "محاضرات في الثقافة الإسلامية"، أحمد محمد جمال، ط5، 1398هـ.
5- "الثقافة الإسلامية وتحديات العصر"، د/ شوكت محمد عليان، الرياض دار الشواف، ط2، 1416هـ.
6- "الثقافة الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة"، د/شعبان محمد إسماعيل، الرياض، دار المريخ 1400هـ.
7- "تفسير القرآن العظيم" للإمام ابن كثير، دار المعرفة، ط9، 1417هـ.
8- "معالم الثقافة الإسلامية"، د/ عبدالكريم عثمان، مؤسسة الرسالة، ط4، 1409هـ.
9- "جند الله ثقافة وأخلاقًا"، سعيد حوى، القاهرة مكتبة وهبة، ط3، 1400هـ.
10- "تصحيح المفاهيم في ضوء الكتاب والسنة"، أنور الجندي، دار الاعتصام، 1977م.
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] "مُحاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص3.
[2] المرجع السابق ج1 ص5.
[3] المرجع السابق ج1 ص7.
[4] المرجع السابق ج1 ص11.
[5] المرجع السابق ج1 ص11.
[6] المرجع السابق ج1 ص12.
[7] المرجع السابق ج1 ص12.
[8] المرجع السابق ج1 ص13.
[9] المرجع السابق ج1 ص15.
[10] المرجع السابق ج1 ص15.
[11] المرجع السابق ج1 ص31.
[12] المرجع السابق ج1 ص44 – 45.
[13] المرجع السابق ج1 ص46.
[14] المرجع السابق ج1 ص47.
[15] المرجع السابق ج1 ص56.
[16] المرجع السابق ج1 ص57 .
[17] المرجع السابق ج1 ص60.
[18] المرجع السابق ج1 ص67.
[19] المرجع السابق ج1 ص73.
[20] جاء في خطة المناهج العسكرية والثقافية لكلية الملك خالد العسكرية ص2 ما نصه: " يمكن إجمال المنابع التي نهلت منها الخطة بما يلي: الإسلام بوصفه الأساس العقدي الذي يقوم عليه كِيان المملكة العربية السعودية".
[21] ج1 ص1.
[22] ج1 ص1.
[23] المرجع السابق ج1 ص3 – 4، وانظر: "الخطة الدراسية" ص98.
[24] المرجع السابق ج1 ص4.
[25] المرجع السابق ج1 ص5، وانظر: "نظرات في الثقافة الإسلامية" تأليف د/ محفوظ علي عزام ، دار اللواء للنشر والتوزيع ط1 1404هـ، ص11، و"محاضرات في الثقافة الإسلامية"، أحمد محمد جمال، ط5 1398هـ، ص14.
[26] المرجع السابق ج1 ص5.
[27] المرجع السابق ج1 ص5.
[28] انظر: "الخطة الدراسية"، ص98، و"نظرات في الثقافة الإسلامية"، ص35.
[29] انظر: "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص7.
[30] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص9.
[31] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص9.
[32] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص9، وانظر: "الثقافة الإسلامية وتحديات العصر"، د/شوكت محمد عليان، الرياض:دار الشواف، ط2 1416هـ، ص108.
[33] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص10.
[34] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص7.
[35] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص8.
[36] انظر: "نظرات في الثقافة الإسلامية" ص33.
[37] انظر: "الثقافة الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة" د/ شعبان محمد إسماعيل، الرياض دار المريخ 1400هـ ص14.
[38] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص12.
[39] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1ص12.
[40] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج 1ص12.
[41] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1ص13 - 14.
[42] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص16.
[43] انظر: "الثقافة الإسلامية وتحديات العصر"، ص134 – 135.
[44] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص18.
[45] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص20.
[46] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص22.
[47] انظر: "الخطة الدراسية" ص98
[48] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص33، و"معالم الثقافة الإسلامية" ص21.
[49] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص34.
[50] انظر: "تفسير القرآن العظيم" للإمام ابن كثير، دار المعرفة، ط9، 1417هـ 4/563.
[51] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص38.
[52] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج1 ص39.
[53] "الخطة الدراسية" ص100، و"معالم الثقافة الإسلامية" د/ عبدالكريم عثمان، مؤسسة الرسالة ط14، 1409هـ، ص158.
[54] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج2 ص5.
[55] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج2 ص42.
[56] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج2 ص57.
[57] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج2 ص64.
[58] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج2 ص75.
[59] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج2 ص5 – 38، و"نظرات في الثقافة الإسلامية" ص169.
[60] "الخطة الدراسية"، ص100.
[61] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج2 ص42.
[62] "الخطة الدراسية" ص101.
[63] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج2 ص60.
[64] "الخطة الدراسية" ص101.
[65] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج2 ص64.
[66] "الخطة الدراسية" ص 101.
[67] "محاضرات في الثقافة الإسلامية" ج2 ص75 – 83، وانظر: "الثقافة الإسلامية وتحديات العصر" ص275.
[68] هذا المبحث يشمل مقررات المستوى الثالث والطلاب الجامعيين. انظر: "الخطة الدراسية" ص101.
[69] انظر: "جند الله ثقافةً وأخلاقًا"، سعيد حَوّى، القاهرة مكتبة وهبة ط3،1400هـ ص 311.
[70] "مذكرة الثقافة الإسلامية" ج3 ص6.
[71] "مذكرة الثقافة الإسلامية"، "دورة الضباط الجامعيين"، ص 7.
[72] "مذكرة الثقافة الإسلامية"، "دورة الضباط الجامعيين"، ص 9.
[73] "الخطة الدراسية" ص102.
[74] "مذكرة الثقافة الإسلامية ج3" القسم الثاني ص1.
[75] "مذكرة الثقافة الإسلامية ج3" القسم الثاني " ص8.
[76] "مذكرة الثقافة الإسلامية ج3" القسم الثاني " ص 13.
[77] انظر: "تصحيح المفاهيم في ضوء الكتاب والسنة"، أنور الجندي، دار الاعتصام 1977، ص28.
[78] "مذكرة الثقافة الإسلامية" ج3، القسم الثاني؛ ص24.
[79] "مذكرة الثقافة الإسلامية" ج3، القسم الثاني، ص33.
[80] "مذكرة الثقافة الإسلامية" ج3، القسم الثاني، ص43.
[81] "مذكرة الثقافة الإسلامية" ج3، القسم الثاني، ص51.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق